لم أستطع التراجع .. عنادا ممزوجا بالرغبة الملحة .. لفك لغز الزعيم .. الذي كان يطلق على عنوانه شارع البطولات في حي الإنجازات في مدينة الانتصارات .. لكنه عاجز في هذا الوقت بالذات .. ان يمكث في عنوانه السابق ..!!
بصراحة .. عشاق الهلال لم يختبروا في زمن الحزن والألم والأسى لناديهم .. لم يمروا من هذا الطريق إلا في استراحات قصيرة .. كانوا يسيرون في طرقات الذهب .. لا يعرفون لغة الألم .. ولم يسكنوا قط حارات الأسى والدموع .. كانوا يسبحون في كل موسم بألقاب وأداء ونجوم يتفاخرون بهم .. كان الماء الذي يشربونه عذبا .. ولم يتذوقوا مياه البحر المالح .. ويبدو أن هذا الموسم اختبار كبير لجماهيرهم .. في الوفاء للأزرق الذي أفرحهم كثيرا .. وأبكاهم في وقت لا يتعدى سحابة صيف .. فهل يتخلف محبوه عن المدرجات .. ويثبتون أنهم جمهور فرح فقط .. لا يقفون مع ناديهم في الأزمات ..؟!
لا نختلف أن للهلال سحرا لا يقاوم .. هكذا شعرت عندما فرح الصغار في الحارات الشعبية .. وقلدوا نجومه بالحركات والأرقام .. ورسم التلاميذ على دفاترهم وكتبهم صورة قلب بداخله « هلال « .. ولكن كل ذلك كان وقت الفرح الذي عاش بداخله الهلاليون لسنوات طويلة جدا لا نختلف أن الهلال .. علامة فارقة .. وماركة مسجلة .. لشخصيات فكرية ورياضية وأدبية .. وأصبحت رموزا مبدعين في مجالات الحياة مرتبطين بهذا الأزرق فكرا وقلبا .. ولكن ذلك الشموخ تحقق في عصر الأفراح والانتصارات .. وأي ناد في العالم سيكون شعبية مثل الهلال بسبب الإنجازات الفريدة .. ولكن السؤال المطروح على الساحة حاليا .. هل يصمد عشاق هذا الكيان في حبه وهيامه وهو فريق على الأقل لم يكن كما كان في القمة .. أم يتخلى عنه كل من أحبه للانجاز والانتصار فقط ؟ !!
في هذا الوقت بالذات جماهير الهلال تمر بامتحان صعب للغاية خصوصا ان الفريق يمر بحالة اللاتوازن .. وهذه الحالة لم تعتدها جماهير الأزرق في أسوأ الحالات .. وبصراحة أكثر .. هل يكون جمهور الهلال وفيا مع كيانه .. أم يكون أسدا وقت الأفراح .. ونعامة وقت الانكسار .. يهرب من المدرجات .. ويترك فريقه يواجه الصعاب وحده ..!!
لا نختلف أن للهلال سحرا لا يقاوم .. هكذا شعرت عندما فرح الصغار في الحارات الشعبية .. وقلدوا نجومه بالحركات والأرقام .. ورسم التلاميذ على دفاترهم وكتبهم صورة قلب بداخله « هلال « .. ولكن كل ذلك كان وقت الفرح الذي عاش بداخله الهلاليون لسنوات طويلة جدا ..!!
ولا نختلف أن الهلال من أولئك الكبار الذين صنعوا التاريخ .. وصنعوا التغيير .. لم تنم الرياض في ليالٍ كثيرة لانجازاته وبطولاته وألقابه .. في ليلة عرسه .. وما أكثرها تغطي العاصمة وغيرها من المدن الكبيرة بالأنوار .. فهو فرح الماضي والحاضر .. فالهلاليون مولعون بالتاريخ .. كيف لا وهم من صناعه ..ولكن كل ذلك كان في زمن الفرح .. لا زمن النقطة من مباراتين في انطلاقة الدوري ..!!
ولا نختلف أيضا أننا إذا كنا في قاعة الزعيم .. نستحضر الذاكرة .. فهو النادي المؤسساتي الوحيد .. التي لا تختلف استراتيجيته بتعاقب رؤسائه ..ولكن أيضا هذا في زمن الفرح. !!
ونعترف أكثر أن الهلال.. أكاديمية عشق .. وكتاب من ذاكرة الوقت .. يتوهج الحرف في تتبع مسيرته .. وتتوالد الجمل والحكايات بلغة بريئة في سرد مناقبه .. هو نادي الطبقات المتفاوتة .. وحبيب الناس .. وعشق الشيوخ والأمراء .. فأعطوني ناديا بهذه المواصفات .. حتى لا نغبط عشاقه .. ولكن هذا لا يمنعنا من القول ان كل ذلك كان في زمن الفرح .. ولم يخضع عشاقه لوعكة حزن وأسى .. ففي كل موسم كان الأزرق يحقق لقبين وأكثر .. ويبرز نجوم الشباك بكثرة في أجندتهم .. ولكن هذا الوقت يختلف .. فهل يبقى جمهور الهلال وفيا لناديه في عالم اللافرح ..؟!
[center]