((قبيلة المغفرة))
*التعريف والنسب:
قبيلة المغفره بتسكين الغين وفتح الفاء واحدهم غفيري تنسب لجدها الأكبر غفير بن ثوبان بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان و شهرته عبس الخولاني إذن فهي قبيلة خولانية من نسل خولان بن عامر وتؤيدها عبارة قديمة وهي (مغفرة الريث) نسبة لريث بن غطفان اللذي تنتسب إليه قبائل الريث الخولانية وتلتقي مع قبيلة العزين الأصول في ثوبان بن عبس ودعوتهم في اليوم الشاهر (وآعبساه) وكل قبائل الجبال في جازان وعسير واليمن وغيره غالبا من نسل خولان بن عامر لتشابه لهجتهم ودمائهم وثقافتهم واتجاهاتهم وديارهم وأشياء كثيرة تؤيديد هذا القول والله وحده هو العالي والعالم.
*الموقع والحدود:
تقطن القبيلة في وديان وعال الشامي والغمار والرزان وشهدان وماجاورها وتتبع اداريا مركز الرزان -محافظة هروب- منطقة جازان. وقد كانت قديما تقطن وادي قرى والجبل الاسود وجبال القهر والفاضية
ونحوها ،ولها دلائل في هذه الديار حتى اليوم ومن هذه الدلائل مقبرتها اللتي في الفاضية وهي ((مقبرة المغفرة)) وغيرها.
تقع القبيلة بين قبائل مشهوره في المنطقة وتربطها بهذه القبائل روابط دم واخوه من عصور قديمه حيث تحدها من الشرق قبيلة العزين ومن الجنوب قبيلة الصهاليل ومن الغرب قبيلة الحقاوية اما من الشمال فتحدها قبيلة آل مسعود الريث.
*بطون او فخوذ القبيلة:
تتكون القبيلة من سبع فخوذ اساسية ولكل فخذ عريفه وشيخها واحد هو الشيخ علي بن جابر بن يحيى الغفيري وهم
1-آل شفيع
2-آل جاحص
3-آل نخران
4-آل هويج
5-آل فادح
6-آل فرحان
7-آل خنيس
*الأرض والجغرافية:
طبيعة اراضيها جبلية حيث تتمركز بين جبال العزين الشاهقه مثل الجوين والجبل الاسود وبين التلال والسهول التهاميه ويكون انحدار وديان الجبال في مضاربها مباشره مثل واد
وعال ووعال الشامي وشهدان وغيرهما الكثير وتتنوع تضاريس اراضيها تنوعا فريدا
حيث الجبال البيض والسود والحمر مصداقا لقول البارئ عز وجل ((ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف الوانها وغرابيب سود)) ،وكذلك الوديان والغابات اللتي تزدهر على جنباتها في مواسم الخير والامطار خاصة وشلالات وينابيع وغدران وديانها الخلابه،
وكذلك الاشجار المعمرة ومن ابرزها شجرة (براية المعقر) بتشديد وفتح القاف حيث يتجاوز عمرها الثلاثة قرون بل أكثر بكثير حيث يتناقل شانها كبار السن ويقولون جيل فجيلا قال ابي عن جدي ماعرفنا انفسنا الا وهي موجودة هكذا بكبرها وهرمها وهكذا،
وممايلاحظ على اراضيها التغير فقد كانت جبال الحرف والنيد وصفه وغيرها سابقا جنة ف الدنيا حيث لاترى الأحجار من العشب والحشائش والأشجار على عكس حاضرنا اللذي خف نسبتها كثيرا، وكذلك التغيرات الجغرافية في وديان الغمار حيث كانت هذه الوديان سابقا لايتجاوز عرضها المترين والثلاثه على عكس اليوم اصبحت بعروض وأخاديد مدهشة والسبب في ذلك والله اعلم الفساد البشري والتدخل في نظام البيئة حيث ظهر في القرن الماضي
((المسلبه)) بتشديد وكسر اللام وهم اهل الصناعات والحرف اليدوية حيث قامو بقلع شجيرات وأشجار السلب اللتي يصنع منها
الخيش والأخطمة والألجمة وادوات المنزل وغيرها الكثير فسبب ذلك دمارا على تربتها
وتآكلت بفعل السيول والامطار بعد مافقدت
الأشجار اللتي كانت تثبتها وتمسكها ،وكذلك الرعي والاحتطاب الجائر ،وكذلك آلآت المسح الحديثة لها نصيب الاسد في دمار التربة حيث عمد الاهالي الى اخراج مزارع
لهم ففتحوا بذلك مسارب للماء في اعماق التربة وكبرت مع الزمن حتى اصبحت في
وقتنا وديانا عملاقه وصدق اصدق القائلين
((ظهر الفساد في البر والبحر بماكسبت أيدي الناس.....)) صدق الله العظيم .
وإننا وغيرنا الكثيرننادي وننادي لمصلحة بيئتنا وأجواءنا أهل الحل والعقد في دولتنا ان يحموا الطبيعة البكراء العذراء في وعالين والرزان وصفه وغيرها من عبث العابثين اللذين لاتهمهم سوى مصالحهم
الشخصية واهل الرحلات اللذين بلغ السيل منهم الزبى فأفعالهم ينكرها كل من له ذرة عقل على وجه الارض حيث يتمتعون بالطبيعة ذهابا ويلعنونها إيابا وكأنها عدوة لهم حين يفارقونها يرمون كل شئ فيها ولا يحملون لو كيسا واحدا، إننا هنا في وعالين نفكر جميعا صغارا وكبارا في قرار تاريخي
وصايب في نفس الوقت وهو حماية طبيعتنا
وديرتنا ولو بحد الجناب والفؤوس من هؤلاء العابثين المدمرين للبيئة اهل الرحلات والطلعات سنمنعهم حتى يكونوا محترمين
انسانيين يحترمون الارض والانسان نضع
شروطا لمن يقصد مضاربنا وهو باختصار
*تعودون ومحلكم مثل ماجئتم*
قد نتجه لحل أخير وهو سلسلة وتحصين مداخل الوديان ولن يدخلها احد، نحن لانبخل
على التراب فكلنا تراب والى تراب ولكن
الضرورات تبيح المحظورات ، المترحلين
المحترمين على العين والراس لو ماتسعهم ديرتنا تسعهم عيوننا بل زيادة لهم منا تراحيب واهازيج خآصة:
يامرحبا ترحيبة شانها شان
ترحيبة لها صدى افكل ديره
ارحبوا فديارنا ياعز نشمان
يامرحبا مليون بلحون غفيره.
وكذلك من جمال اراضيها السبخات وهي الرمال البيض اللتي تملا وديانها وتكون الخلطات الاسمنتيه المعروفه فمصدرها جبال الحرف وهي سلسة الجبال البارزه البيض في منابع وعالين الشامي واليماني كل هذا وذلك هبات ربانية وحلل جمالية تسر الناظرين فتبارك الله احسن الخالقين.
*تاريخ القبيلة:
لكل قبيلة ماض تتغنى به وتفاخر وهذا من طبع البشر وجبلتها وقبيلة المغفره مثلها مثل القبائل في المنطقة لها مجد تليد ولها محب ونديد وذلك ديدن القبائل كلها ولكن الملاحظ ان القبيلة وكل قبائل المنطقة لاتدون ماضيها حيث يصعب معرفة كل شئ حدث في الماضي ويستعان بكبار السن في هذا الشان فقط وذلك بسبب الجهل وانعدام الكتابة ووسائل التدوين آنذاك.
فمما يذكر انه كان بين القبيلة وقبائل اخرى حروب قبلية ،حراك وعراك هذه تغدو وهذه تروح ،هذه تزهو وهذه تنوح وهكذا غارة اثر غارة ،حتى يتم الفصل والصلح بينهم باجتماع مشايخ واعيان الطرفين.
ومن ابرز ماروي منه حروبها مع قبيلة آل حسان في القرون الماضيه وهذه الغزوات تكون اسبابها بسيطة ولكنها تكبر مع الوقت والشحن فقد احتربت القبيلتان، هذه تصبح وهذه تمسي وهكذا ، ولذا قالت شاعرتهم آنذاك العمياء بنت هويج حاثة لهم ومحفزه على الكر:
يالمغفرة هبوا بلا اوهاني
هبوا ودوروا لآل حساني
وعذروا فمطيب ومنيله
احفاد غفير ولد ثوباني
ياقوم الحرب قوم شجعاني
قوم لهم فالمجد طيله
وهكذا استمرت شاعرتهم العمياء في ديدنها آنذاك على طريقة القدام ماقبل غزوهم ممهدة ومابعدغزوهم ممجدة ،دام العراك بين القبيلتين حتى اصطلحا بعد اجتماع لمشايخ واعيان الطرفين حكموا العقل والحوار بينهم وتم الصلح والتسامح بينهم اخوة متسالمين يجمعهم الدين والوطن حتى يومنا هذا ولله المنة والحمد.
*الثقافه والمجتمع:
القبيلة ذات طابع جبلي ريفي حيث رعي الأنعام والزراعة هما الركيزتان الأساسيتان
وخاصة رعي الإبل فالقبيلة مشهورة من قديم باقتناء النوق وحبها لها فكان يضرب بها المثل فيقال((وبلت المغفرة)) بتشديد وفتح الباء ،وممايلاحظ ان القبيلة متنوعة
الحرف والهوايه فكل فخذ ف القبيلة يشتهر
بحرفة ففخد يحترف رعي النوق وفخذ يحترف البقر وفخذ يحترف الغنم... الخ
اما عن اللهجة فهي اللهجة الغفيرية وهي
لهجة متوسطة مابين خفت اللهجة الخولانية
وطبعها وجهير اللهجة الحطيطية وطبعها وتقترب من اللهجة الحطيطية من حيث الجهورة اما المفردات فالقبائل الجبلية تشترك في أكثرها باستثاء بعض المفردات اللتي تتفرد بها الواحدة عن الاخرى ويلاحظ
فصاحة بعض المفردات عندها وعند القبائل
الجبلية بشكل عام فمثلا كلمة (بالعسى)
كلمة عربية أصيلة تستعملها وتعني يمكن،
وكلمة(شفا) وتعني قمة الجبل وكلمة(بلا)
وتعني نعم وكلمة(اطحى) وتعني انبسط على الارض وكلمة(مه) كلمة تنكر فصيحة
وكلمة (صه) اي اسكت وكلمة(تالليلة) يقول
الحطيئة:لاتحرمه تالليلة اللحما اي: الليلة
وكلمة(الزاد) وهو الطعام وكلمة(السبيل)
اي الطريق وكلمة(ازاح عنه) اي ابتعد
وكلمة (هيه) وتعني تعجب ونشوه وكلمة
(حصحص ) اي بان وظهر وكلمة(اقتحم)
اي ذهب متجرئاوشجاعا وكلمة(دوله)
اي مكاره واضرار وكلمة (اف) تضجر
وكلمة (هول)وتعني كبر وعظم وغيرها
الكثير ممايضيق المقام لسردها ويلاحظ
في اللهجات الجبلية عامة حذف ال التعريف
ودغمها في الكلمة مثل (الماء يقولون اما)
وهذا ضرب من ضروب الفصاحة العربية
قد ينكره البعض ولكنها حقيقة ثابته ولن
ابالغ ان قلت بأن جل الكلام الجبلي له اصول ووصول الى اللغة الام العربية اما العربية العربية او العربية الغريبة القديمة والله سبحانه هو العالي والعالم
