منتدى لقاءات العزين
سيرة عمر بن عبد العزيز 87
يسعدنا انضمامك الينا
للخروج من النافذه اضغط اخفاء
منتدى لقاءات العزين
سيرة عمر بن عبد العزيز 87
يسعدنا انضمامك الينا
للخروج من النافذه اضغط اخفاء
منتدى لقاءات العزين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى لقاءات العزين

شباب الجبل الاسود - العقل- وادي الرزان - وادي وعال - وادي شهدان - ضيعة العزيين - الجوين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
نعتذر عن الانقطاع لعدم وجود الاشراف و نرحب بالزوار الكرام والاعضاء المتواصلين وندعو الغائبين ان يمن الله عليهم بالصحة والعافيه وان سعدونا بمشاركاتهم المتوااضعه والتي تستحق منا الشكر والامتنان لما قدمته ايديهم ونتطلع للقائهم دائما في كل الاماكن التي تفتقد بصماتهم ونرحب باعضو الجديد خنساء فلسطين

 

 سيرة عمر بن عبد العزيز

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حسين الخطيب
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات



سيرة عمر بن عبد العزيز Jb12915568671

سيرة عمر بن عبد العزيز 1112

سيرة عمر بن عبد العزيز 080211160858tlr3d25gwepd0jevc

سيرة عمر بن عبد العزيز TMX80212
عدد المساهمات : 37
تاريخ التسجيل : 13/06/2012

سيرة عمر بن عبد العزيز Empty
مُساهمةموضوع: سيرة عمر بن عبد العزيز   سيرة عمر بن عبد العزيز Emptyالسبت أغسطس 11, 2012 5:04 am

سيرة
عمر ابن عبدالعزيز

في المدينة المنورة عام 62هـ وُلد لعبد العزيز بن مروان بن الحكمولد سمّاه "عمر"، على اسم جدِّه "عمر بن الخطاب"، فأُمُّ عمر بن عبد العزيز هي "أمعاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب". وبالمدينة نشأ على رغبة من أبيه الذي تولى إمارةمصر بعد فترة قليلة من مولد ابنه، وظلّ واليًا على مصر عشرين سنة حتى توفيبها.

كان عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ أسمر رقيق الوجه أحسنه، نحيفالجسم حسن اللحية، غائر العينين بجبهته أثر نفحة دابة، وقد خطه الشيب ، وقيل فيصفته: أنه كان رجلاً أبيض دقيق الوجه، جميلاً، نحيفاً، وقيل في صفته: إنه كان رجلاًأبيض دقيق الوجه، جميلاً، نحيف الجسم، حسن اللحية.

تبوَّأ الخليفة عمر بنعبد العزيز مكانة سامقة في تاريخنا الإسلامي لم ينلها إلا الأفذاذ من القادةوالفاتحين، والجهابذة من أئمة العلم، والعباقرة من الكتاب والشعراء. ويزداد عجبكحين تعلم أنه احتلّ هذه المكانة بسنتين وبضعة أشهر قضاها خليفة للمسلمين، في حينقضى غيره من الخلفاء والزعماء عشرات السنين دون أن يلتفت إليهم التاريخ؛ لأن سنواتحكمهم كانت فراغًا في تاريخ أمتهم، فلم يستشعر الناس تحولا في حياتهم، ولا نهوضًافي دولتهم، ولا تحسنا في معيشتهم، ولا إحساسًا بالأمن يعمّ بلادهم.

والقادةوالزعماء يدخلون التاريخ بأعمالهم التي تغير تاريخ أمتهم لا بالسنوات التي عاشوهايحكمون؛ فالخليفة العباسي الناصر لدين الله قضى ستًا وأربعين سنة في منصب الخلافة (575هـ- 622هـ= 1179-1225م)، ومضى دون أن يحفر لنفسه مكانًا في تاريخ أمته، فيالوقت الذي قضى فيه "سيف الدين قطز" سلطانًا في مصر نحو عام، نجح أثناءه في إلحاقأكبر هزيمة بالمغول في "عين جالوت"، وإعادة الثقة في نفوس المسلمين، ثم قضى نحبهعلى أيدي شركائه في النصر، بعد أن جذب الانتباه إليه، ونظر إليه الجميع بكل إعجابوتقدير، وكان دوره التاريخي -على قِصَر فترته الزمنية- كبيرًا وباقيًا.

وكانعمر بن عبد العزيز واحدًا ممن دخلوا التاريخ بأعماله العظيمة وإدارته العادلةللدولة، حتى تجدد الأمل في النفوس أنه بالإمكان عودة حكم الخلفاء الراشدين واقعًاملموسًا لا قصصًا تُروى ولا أماني تُطلب ولا خيالاً يُتصوَّر، بل حقيقة يشهدهاالناس، وينعمون بخيرها.

واحتاج عمر بن عبد العزيز لإحداث هذا التغيير فيحياة الأمة إلى ثلاثين شهرًا، لا إلى سنوات طويلة؛ حيث كانت الأمة حية نابضةبالإيمان، مليئة بالرجال الذين يجمعون -إلى جانب الصلاح- القدرة والكفاءة، ولو كانتالأمة مُجدبة من أمثال هؤلاء لما استطاع عمر أن يقوم بهذا الإصلاح العظيم في هذهالفترة القصيرة.

هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بنأمية بن عبد شمس بن عبد مناف. وأما جدته لأمه فقد كان لها موقف مع عمر بن الخطابرضي الله عنه، فعن عبد الله بن الزبير بن أسلم عن أبيه عن جده أسلم قال: بينما أناوعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو يَعُسُّ ، بالمدينة إذ أعيا فاتكأ على جانب جدارفي جوف الليل، فإذا امرأة تقول لابنتها: يا بنتاه، قومي إلى ذلك اللبن فامذقيهبالماء، فقالت لها: يا أمتاه، أو ما علمت ما كان من أمير المؤمنين اليوم؟ قالت: وماكان من عزمته يا بنية؟ قالت: إنه أمر منادياً، فنادى أن لا يُشاب اللبن بالماء،فقالت لها: يا بنتاه، قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء فإنك بموضع لا يراك عمر، ولامنادي عمر! فقالت الصبية لأمها: يا أمتاه، والله ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه فيالخلاء، وعمر يسمع كل ذلك، فقال: يا أسلم عَلِّم الباب، واعرف الموضع، ثم مضى فيعسّه، فلما أصبحا قال: يا أسلم، امض إلى الموضع فانظر من القائلة، ومن المقول لها،وهل لهم من بعل؟ فأتيت الموضع، فنظرت فإذا الجارية أيِّم لا بعل لها، وإذا تيكأمها، وإذا ليس بها رجل، فأتيت عمر فأخبرته، فدعا عمر ولده، فجمعهم، فقال: هل فيكممن يحتاج إلى امرأة أزوّجه.. فقال عاصم: يا أبتاه، لا زوجة لي فزوّجني، فبعث إلىالجارية، فزوّجها من عاصم فولدت لعاصم بنتاًَ، وولدت البنت عمر بن عبد العزيز،ويذكر أن عمر بن الخطاب رأى ذات ليلة رؤيا، ويقول: ليت شعري من ذو الشين من ولديالذي يملؤها عدلاً، كما مُلئت جوراً؟ ، وكان عبد الله بن عمر يقول: إن آل الخطابيرون أن بلال بن عبد الله بوجهه شامة فحسبوه المبشر الموعود حتى جاء الله بعمر بنعبد العزيز.

كان عمر بن عبد العزيز-رحمه الله- يُلقّب بالأشج، وكان يُقالله: أشج بني مروان، وذلك أن عمر بن عبد العزيز عندما كان صغيراً دخل إلى إصطبل أبيهعندما كان والياً على مصر ليرى الخيل فضربه فرس في وجهه فشجه، فجعل أبوه يمسح الدمعنه ويقول: إن كنت أشج بني أمية إنك إذاً لسعيد ، ولما رأى أخوه الأصبغ الأثر قال: الله أكبر! هذا أشج بني مروان الذي يملك، وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: إن من ولدي رجلاً بوجهه أثر يملأ الأرض عدلاً. وكان الفاروق قد رأى رؤيا تشير إلىذلك، وقد تكرّرت هذه الرؤيا لغير الفاروق حتى أصبح الأمر مشهوراً عند الناس بدليلما قاله أبوه عندما رأى الدم في وجهه، وما قاله أخوه عندما رأى الشجّ في وجههكلاهما تفاءل لعله أن يكون ذلك الأشج الذي يملأ الأرض عدلاً.

نشأ عمربالمدينة، وتخلّق بأخلاق أهلها، وتأثّر بعلمائها، وأكبّ على أخذ العلم من شيوخها،وكان يقعد مع مشايخ قريش، ويتجنب شبابهم، ومازال ذلك دأبه حتى اشتهر، فلما مات أبوهأخذه عمه أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان فخلطه بولده، وقدّمه على كثير منهم،وزوّجه، ابنته فاطمة بنت عبد الملك ، وهي امرأة صالحة تأثّرت بعمر بن عبد العزيز،وآثرت ما عند الله على متاع الدنيا، وهي التي قال فيها الشاعر:

بنت الخليفةوالخليفة جدها أخت الخلائف والخليفة زوجها

ومعنى هذا البيت أنها بنت الخليفةعبد الملك بن مروان، والخليفة جدها مروان بن الحكم، وأخت الخلائف فهي أخت الخلفاءالوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك ويزيد بن عبد الملك وهشام بن عبد الملك،والخليفة زوجها فهو عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، حتى قيل عنها: لا نعرف امرأةبهذه الصفة إلى يومنا هذا سواها . وقد ولدت لعمر بن عبد العزيز إسحاق ويعقوب وموسى،ومن زوجاته لميس بنت علي بن الحارث، وقد ولدت له عبد الله وبكر وأم عمار، ومنزوجاته أم عثمان بنت شعيب بن زيان، وقد ولدت له إبراهيم. وأمّا أولاده: عبد الملكوالوليد وعاصم ويزيد وعبد الله وعبد العزيز وزيان وأمينة وأم عبد الله فأمهم: أمولد.

وفي المدينة شبّ الفتى النابهُ بين أخواله من أبناء وأحفاد الفاروق "عمر"، واختلف إلى حلقات علماء المدينة، ونهل من علمهم، وتأدَّب بأدبهم، وكانتالمدينة حاضرة العلم ومأوى أئمته من التابعين، ومَن طال عمره من الصحابة؛ فروى عنأنس بن مالك، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وسهل بن سعد، وسعيد بن المسيب، وعروةبن الزبير، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسالم بنعبد الله بن عمر.

ثم انتقل عمر بن عبد العزيز إلى التحديث والرواية بعد أنرسخت قدمه في العلم، وتتلمذ على أئمة الحديث والفقه. وكان ممن روى عن عمر بن عبدالعزيز من التابعين: أبو بكر بن حزم، ورجاء بن حيوة، والزهري، وأيوب السختيانيوغيرهم.

عيّنه واليًا على إمارة صغيرة من أعمال حلب، وظل واليًا عليها حتىتُوفي عبد الملك بن مروان سنة (86هـ=705م).

ولما تولى الوليد بن عبد الملكالخلافة بعد أبيه سنة (86هـ=705م) عيّن ابن عمه عمر بن عبد العزيز واليًا علىالمدينة خلفًا لواليها السابق هشام بن إسماعيل المخزومي، وكان هشام قد أساء السيرةفي أهلها؛ فرغبوا عنه، ولم يرضوه حاكمًا عليهم.

وقد استقبل أهل المدينةالوالي الجديد استقبالا حسنًا؛ فهم يعرفون خلقه وفضله منذ أن نشأ بينهم، وأحسنواالظن فيه؛ فلم يخيب آمالهم، وبادر إلى العمل الجاد، واختيار معاونيه من خيرةالرجال، وأفضلهم قدرة وكفاءة، وكان من بينهم شيوخه: عروة بن الزبير، والقاسم بنمحمد، وسالم بن عبد الله بن عمر، فجمعهم، وأخبرهم بسياسته وطريقته في الحكم، وقاللهم: "إني دعوتكم لأمر تؤجرون فيه، ونكون فيه أعوانًا على الحق. ما أريد أن أقطعأمرًا إلا برأيكم أو برأي مَن حضر منكم؛ فإن رأيتم أحدًا يتعدَّى، أو بلغكم عن عاملظُلامة، فأُحِّرج بالله على من بلغه ذلك إلا أبلغني".

وفي فترة ولايته نعمتْالمدينة بالهدوء والاستقرار، وشعر الناس بالأمن والعدل، وقام بتجديد المسجد النبويوتحسين عمارته، ثم عزله الخليفة الوليد عن ولايته سنة (93هـ= 711م) بعد أن ظلّ علىالمدينة ست سنوات، ولم يكن عزله عن تقصير وإهمال أو تقاعس عن مباشرة أحوال الناسالمدينة، ولكن عُزل بسبب وشاية استجاب لها الوليد، فأخرجه من منصبه، فعاد عمر إلىالشام، ولم يتولَّ منصبًا.

وظل عمر بن عبد العزيز حتى وفاة الوليد بن عبدالملك سنة (96هـ= 714م) في الشام، فلما تولى سليمان بن عبد الملك الخلافة من بعدهأبقى على عمر، ولم يُولِّهِ منصبًا، وجعله في بلاطه مستشارًا وناصحًا، ومعاونًا لهوظهيرًا؛ فلما حضرته الوفاة أُوصى له بالخلافة من بعده؛ لما رأى فيه من القدرةوالكفاءة، والتقوى والصلاح، والميل إلى الحق والعدل؛ فتولاها في سنة (101هـ= 719م)

اجتمع لعمر بن عبد العزيز من الصفات والمواهب ما جعله خليفة قديرًانادر المثال، ينهض بمسئوليته على خير وجه، وشاء الله أن يعتليَ منصب الخلافةوالدولة في أوج قدرتها وعظمتها، بعد أن مرّت بفترات عاصفة، وأوقات حَرِجة، وفتنمظلمة، وثورات مدمرة، لكن الدولة تجاوزت تلك المخاطر، وفرضت هيبتها وسلطانها؛ فعادالأمن والاستقرار، واستؤنف الفتح الإسلامي، وضمت الدولة إلى أراضيها بقاعا شاسعة فيالشرق والغرب، وحسبك أن تعلم أن عمر بن عبد العزيز ولي منصبه وجيوش مسلمة بن عبدالملك تحاصر القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية؛ فكان استقرار الدولة من أسبابظهور أثر إصلاحات عمر، وسياسته الحكيمة، وإدارته العادلة.

وكان عمر إداريًاعظيمًا، إلى جانب صلاحه وتقواه، وزهده وورعه، وهو ما امتلأت به كتب السِّيَروالتراجم حتى كادت تطغى هذه الأخبار على ملامح شخصيته الثرية بجوانبهاالأخرى.

وترفَّع عن أبهة الحكم ومباهج السلطة، وحرص على المال العام، وحافظعلى الجهد والوقت، ودقَّق في اختيار الولاة، استشعر الأمانة، وراقب الله فيما أُوكلإليه، وتحمل مسؤولية دولته الكبيرة بجدٍّ واجتهاد؛ فكان منه ما جعل الناس ينظرونإليه بإعجاب وتقدير.

وكان يختار ولاته بعد تدقيق شديد، ومعرفة كاملةبأخلاقهم وقدراتهم؛ فلا يلي عنده منصبًا إلا من رجحت كفته كفاءة وعلمًا وإيمانًا،وكان عمر لا يكتفي بحسن الاختيار بعد دراسة وتجربة، بل كان يتابعويراقب.

وإذا كان قد أخذ نفسه بالشدة والحياة الخشنة، فإنه لم يلزم بهاولاته، بل وسّع عليهم في العطاء، وفرض لهم رواتب جيدة تحميهم من الانشغال بطلبالرزق، وتصرفهم عن الانشغال بأحوال المسلمين، كما منعهم من الاشتغال بالتجارة،وأعطى لهم الحرية في إدارة شئون ولاتهم؛ فلا يشاورونه إلا في الأمور العظيمة، وكانيظهر ضيقه من الولاة إذا استوضحوه في الأمور الصغيرة.. كتب إليه أحد ولاته يستوضحمنه أمرًا لا يحتاج إلى قرار من الخليفة، فضاق منه عمر، وكتب إليه: "أما بعد، فأراكلو أرسلتُ إليك أن اذبح شاة، ووزِّع لحمها على الفقراء، لأرسلت إلي تسألني: كبيرةأم صغيرة؟ فإن أجبتك أرسلت تسأل: بيضاء أم سوداء؟ إذا أرسلت إليك بأمر، فتبيَّن وجهالحق منه، ثم أمْضِه".

كان يحترز في إنفاق مال الدولة؛ لأنه أمانة يجبصيانتها، ولكل فرد في الأمة حق فيها يجب حفظه، وأعطى عمر من نفسه القدوة والمثال فيحفظ مال الدولة، فتبعه ولاته، وانتهجوا طريقته. فتدفقت الأموال إلى خزينة بيت المالمن موارد الدولة المتنوعة التي حافظ الولاة عليها، ورَعَوْهَا حقَّ رعايتها، وكانتكفيلة بأن تقوم بكل مسؤوليات الدولة تجاه أفرادها، وتحسين حياتهم إلى الحد الذيجعله يكتب إلى أحد ولاته: "أن اقضوا عن الغارمين"؛ أي أدوا عنهم دَيْنَهم، فكتبإليه: "إنا نجد الرجل له المسكن والخادم والفرس والأثاث"، فكتب إليه عمر: "إنه لابد للمرء المسلم من سكن يسكنه، وخادم يعينه، وفرس يجاهد عليه.. اقضوا عنه فإنهغارم".

وبلغ من حرصه على الرفق برعيته، واحترامه لحقوق الإنسان أن جعل لكلأعمى قائدا يقوده ويخدمه، ولكل مريضين مرضًا شديدًا خادما لهما، ولكل خمسة أيتام أومن لا عائل لهم خادما يخدمهم، ويقوم على شؤونهم.

وفاضَ المال في بيت المالبفضل سياسته الحكيمة وعدله الناصع؛ فمكنه من فرض الرواتب للعلماء وطلاب العلموالمؤذنين، وفكّ رقاب الأسرى، وعالَ أسرَهُم في أثناء غيابهم، وقدم الأعطياتللسجناء مع الطعام والشراب، وحمّل بيت المال تكاليف زواج مَن لا يملكنفقاته.

حتى إن المنادي لينادي في كل يوم: أين الغارمون؟ أين الناكحون؟ أينالمساكين؟ أين اليتامى؟… لقد اغتنى كل هؤلاء فلم تعد لهم حاجة إلىالمال.

ويُذكر لعمر بن عبد العزيز أنه أسقط الجزية عن أبناء البلاد المفتوحةالذين دخلوا في الإسلام، وكان بعض عمال بني أمية لما أعوزهم المال بسبب الحروبواشتعال الثورات، أبقوا الجزية على هؤلاء، وأطلق عمر صيحته المشهورة رفضًا لهذاالإجراء: "إن الله بعث محمدًا هاديًا، ولم يبعثه جابيًا".

وكان لعمر بن عبدالعزيز جانب مشرق في حياته المضيئة كلها، يكاد يخفي أهمية أعماله الأخرى، وإصلاحاتهالكبرى، وعدله، ومناقبه التي امتلأت بها كتب التراجم والسير؛ فتبنّى وكانت هذه خطوةبالغة الأهمية في عملية التدوين وظهور المصنفات الكبرى في الحديث وتنوع مناهجها،حتى بلغ بها الإمام البخاري قمة النضج في التصنيف والتبويب، وإذا كانت أعمال عمرالأخرى قد احتفظت بها كتب التاريخ آثارًا تروى، فإن قراره بتدوين السنة لا يزالأثره باقيًا حتى اليوم ينتفع به المسلمون ممثلا في كتب السنة النبوية.

وبدأعمر فكتب إلى الأمصار يأمر العلماء بجمع الأحاديث وتدوينها، وكان فيما كتبه لأهلالمدينة: "انظروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبوه؛ فإني خفت دُرُوسالعلم، وذهاب أهله"، وكتب إلى أمير المدينة المنورة أبي بكر بن محمد بن عمرو بنحزم: "اكتب إليَّ بما ثبت عندك من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبحديثعمرة، فإني خشيت دُرُوس العلم وذهاب أهله".

كما أمر ابن شهاب الزهري وغيرهبجمع السنن فكتبوها له، وكان ابن شهاب أحد الحفاظ الذين شاركوا في جمع الحديث،ويقول في ذلك: "أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن، فكتبناها دفترًا دفترًا، فبعثإلى كل أرض له عليها سلطان دفترًا".

حين تولى عمر بن عبد العزيز الخلافةكانت الدولة الأموية قد بلغت أقصى اتساع لها في الشرق والغرب، وجيوشها على الحدودتقوم بالفتح، وتضيف للدولة بقاعًا جديدة، غير أن الخليفة كان له رأي آخر يقوم علىإعادة تنظيم الدولة من الداخل، والاهتمام بالإنسان ومراعاة حقوقه، والحرص علىدمائه؛ لذا أولى الشئون الداخلية عنايته؛ لأنها كانت في حاجة لإصلاح ومزيد منالتحسين، واهتم بنشر الإسلام في البلاد التي فُتحت أكثر من الاهتمام بالفتح نفسه،وعُني بإرسال الدعاة والعلماء أكثر من عنايته بإرسال الجيوش والحملات، وبدلا منإنفاق الأموال الطائلة على تجهيزها وإعدادها وجّه هذه الأموال إلى العنايةبالإنسان، وهذا يفسر أمره برجوع جيش مسلمة بن عبد الملك الذي كان يحاصرالقسطنطينية، ولم يوفَّق في فتحها، واشتد بالمسلمين الحال، وضاق بهم العيش؛ فأشفقعلى الجيش المنهك، وأمره بالعودة حتى يستعيد قواه وعافيته، هذا في الوقت الذي كانواليه على الأندلس "السمح بن مالك" يقوم بفتوحات في الأندلس، وأنهى حياته شهيدًا فيإحدى غزواته، فضلاً عن أن حياة عمر القصيرة في الخلافة، وانشغاله بالإصلاح الداخليلم تتح له أن يقوم بحركة واسعة للفتوحات.

كانت خلافة عمر كالنسيم العاطر،تنسم المسلمون هواءه الطيب ورائحته الزكية، وسرعان ما انقطع الهواء العليل، ولم تطلحياة هذا الخليفة العظيم الذي أُطلق عليه "خامس الخلفاء الراشدين"، فتوفي وهو دونالأربعين من عمره، قضى منها سنتين وبضعة أشهر في منصب الخلافة، ولقي ربه في (24 رجب 101هـ=6 من فبرا
ير720م).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ناصر
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
ابو ناصر


عدد المساهمات : 121
تاريخ التسجيل : 21/07/2011
الموقع : الرياض

سيرة عمر بن عبد العزيز Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة عمر بن عبد العزيز   سيرة عمر بن عبد العزيز Emptyالخميس أغسطس 23, 2012 4:46 am

شكرا لك يا ابو ابراهيم على الموضوع الممتاز وكل عام وانت بخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://azzin.hooxs.com
 
سيرة عمر بن عبد العزيز
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  قصيدة بمناسبة سلامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى لقاءات العزين :: الدين والحياه :: الاسلام و الديانات الاخرى-
انتقل الى: